Baseerasincolor - the campaign
<

لنكن أقل عدداً وأسعد حالاً»


المصرى اليوم

فبراير-2017



Gallery



أتساءل بضمير حى: لمن نكتب؟

هل نكتب لأنفسنا، ونتبارى فى حرفية الكتابة وجمال الصياغة؟

هل نكتب لنملأ مساحات فى الصحف؟

هل نكتب لنتقاضى أجراً مطلع كل شهر؟

هل نكتب لنرضى الرئيس أو الحكومة؟

هل نكتب لندغدغ مشاعر الشارع بغض النظر عن موضوعية المحتوى؟

هل نكتب بدوافع عنترية لا أكثر؟

هل يقرأ المسؤول فى بلدى ما نكتبه أم يقرأ العناوين ويطنش؟

وبدافع أنانى بحت، تساءلت فى مقال طويل عن مدى اهتمام الدولة بذهبها الأبيض، وهو القطن، وللدقة كان بحثاً أكثر منه مقالا، ومنحته عنواناً جذاباً. أطلقت عليه «مقال ثقيل الدم» ليلفت نظر المسؤول، لكن شيئاً لم يحدث. لا المسؤول قرأ ولا الحكومة قرأت! ويبدو أننا نكتب لأنفسنا لنسلى بعضنا.

ومع ذلك، فإن الهاجس الوطنى داخل الكاتب لا يمل ولا يكل، وهأنذا أواصل الكتابة عن قضية لا يختلف عليها اثنان. قضية نائمة فى سرير الدولة، ولا أحد يهتم بإيقاظها، ولو طال نومها أكثر من ذلك، فقد تنفجر فى وجهنا، وتدمر الأخضر واليابس- القضية السكانية التى تنقلت بين الوزارات وأصبحت يتيمة بلا أب شرعى وكأنها «لقيطة» على باب الحياة.

■ اخترت للحوار واحداً من أمهر الراصدين حالة السكان فى مصر، وهو الدكتور ماجد عثمان، ومن خيبة إحدى الحكومات أنها أسندت إليه فى زمن ما وزارة المواصلات والاتصالات!

د. ماجد عثمان مرجعية مهمة للقضية السكانية، ويتفق معى أنها «قنبلة موقوتة» فى البلد، ويتفق معى أنها تحتاج «حواراً مجتمعيا» يشترك فيه الناس من كل الشرائح الاجتماعية. ويتفق معى أنها «قضية نفسية وتراثية»، ويتفق معى أن «رجل الدين له أهميته» ويوافقنى على أنها «فقدت جاذبيتها» كقضية تتصدر حياتنا «السياسية» أيضاً.

■ يقول لى د. ماجد عثمان: فقدت القضية جاذبيتها لعدم تحقيق نجاحات، حتى لو كانت قد حققت فهى نجاحات أقل من المأمول. ذلك أن القضية تمس وتراً حساساً عند الناس، فإذا كنا أعلى المعدلات السكانية من دول العالم، فذلك نتيجة حتمية للقاعدة الزواجية فى السنين العشرة الأخيرة، والمفترض أو المأمول أن نقلل من الزيادة السكانية «علشان أولادنا يتعلموا كويس وما يتحولوش لأولاد شوارع ولصوص وإرهابيين، لازم -يا أستاذ مفيد- نوقف الحنفية اللى عمالة تزرب عيال وملهاش حل».

قلت: فى مصر مجلس قومى للسكان أم هذا «خبر بايت»؟

قال د. ماجد عثمان: لا يا أفندم موجود، ولكن دوره ناقص. هذا المجلس وظيفته التنسيق قانونياً بين الجهات التى تعمل فى مجال السكان.

قلت: أنا لم أسمع عنه، وأشعر أن دوره باهت.

قال ماجد عثمان: دوره ناقص لأن قضية السكان متشعبة بين كل الوزارات، وليست مهمة وزارة واحدة بعينها. هذه هى النقطة المهمة محل الاختلاف. ولكن للأمانة المجلس القومى للسكان يقوم بتقييم الوضع و«بيعمل دراسات» و... قاطعت د. ماجد وقلت له لماذا قلت إن دوره ناقص؟

قال بحزم: أنا أعتقد أن العمل المؤسسى للسكان فى مصر معيب.

داعبته: أفصح يا دكتور.. زدنى علماً!

قال ماجد عثمان: «لأنهم دامجين الصحة مع السكان، وهذا من وجهة نظر راصد أمين» معيب، ولا تنتظر نجاحاً. وقد نفذت التجربة فى مصر ثلاث مرات وآخر مرة الوزيرة «قعدت 6 أشهر، يعنى لم تمكث مدة ولادة الطفل 9 أشهر. وما أخدتش فرصة تكمل رسالتها، لأنه حدث أيامها تغيير وزارى و...».قاطعت ماجد عثمان وقلت: هذا الموضوع لا يشغل بال الدولة باستمرار، وأظن أنه موسمى. فإذا أشار إليه الرئيس فى حوار مطول أو مداخلة، حدث اهتمام مكثف للقضية، وإذا سقطت سهوا، نسيوها وسقطت فى بحر العسل.

قال على الفور: نعم، أوافقك، ليس عندنا ذلك «الاهتمام بنفس طويل» للقضية، مشاكل السكان كبيرة وهى مسؤولية الناس، أولاً وأخيراً ولكن مشاكل الصحة عاجلة. يعنى لما ترتفع نسب الإصابة بفيروس C سيذهب اهتمام الوزير كله إلى الصحة، وليس السكان. ببساطة الاهتمام السياسى مش عامل فوكس مكان الصحة.

■ قلت لماجد عثمان: لا أريد أن ألجأ إلى النافذة الديموغرافية حتى لا أزيد الأمر غموضاً، لكننى أريد أن أفهم ببساطة: هل لدينا مناعة وقناعة بأهمية أن نكون «أقل عدداً وأسعد حالاً»؟!

قال بعد تفكير لثوان: ما أظنش. هناك تناقض بين المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية أى العامة. الأسرة المصرية تحب وتفضل دستة أولاد، ويقولك «لهم رزقهم عند الله»، دون أن يعى مصلحة الدولة والتخطيط. هناك عائلات مصرية تكتفى بولد وبنت. هذا يتوقف على الطبقات ومستواها فى الوعى. أكرر العبارة- على طريقتك- مستواها فى الوعى وليس المادى، لأن هناك عائلات ميسورة، وهناك عدد كبير من الأولاد. مفيش قاعدة تحكم القضية زى دول أخرى كالصين مثلاً.

قلت فى نفس السياق: من هنا- يا دكتور ماجد- وجب اقتحام غرف النوم بالمعنى المعنوى لا الأمنى!

هز د. ماجد عثمان رأسه، وقال: أنت ذكرت «لنكن أقل عددا وأسعد حالاً» فقد لخصت ما أنادى وأحلم به، وهو «جودة الحياة». وأنت تسألنى عن رأى عام لديه قناعة بجودة الحياة، أقول لك «لا»، لماذا لأن الأدوار متشابكة، وهذا التشابك ليس فى مصلحتنا، بعد أن تشتتت اهتمامات الناس!

قلت: أفصح عما تريد أن تقول.

قال ماجد عثمان: فى الستينيات، كانت الحملة السكانية على شاشة القناة الأولى يتابعها الناس، سواء فى إعلان مباشر أو فى مسلسل كالقاهرة والناس. كانت الحلقات تغير مفاهيم الناس. الآن عندنا خريطة معقدة. ناس ما بتتفرجش على التليفزيون، وبتشوف المسلسلات من غير إعلانات، وناس بتشوف الفيديو، وناس لا تهتم إلا بالقنوات الخاصة. وتفهم من هذا أن الكرة لم تستقر عند فريق، بل يلعب بها الكل وفقدت صواب الاتجاه، وعندما دخل الكمبيوتر حياة الناس، اكتفوا به أسلوباً للمشاهدة.

■ طرحت قضية الدراما.. وهل مصر فى حاجة لدراما النكد والقتل؟

قال ماجد عثمان: دراما النكد والقتل «بتجيب حصيلة إعلانات»./

قلت بضيق: هل تغير المشاهد؟

قال: تغير الذوق، وتعددت وسائل المشاهدة.

قلت: أليس هذا يجعل قضية السكان «حاضرة»؟

قال: فى الواقع هى «غائبة».

سألته عن السبب، قال: «أذواق الناس الحاكمة تبدلت» والمسلسلات- ومنها الحاج متولى- مع حبنا واحترامنا لنور الشريف، كانت لها رسالة سلبية. وعندما دعونا كتّاب الدراما ذات يوم للجلوس معهم، قال بعضهم: «كاتب الدراما لا يجلس مع سلطة»، وقال آخرون: «كاتب الدراما يطرح ما يشاء، ولا يتلقى تعليمات». وقال فريق ثالث: «كاتب الدراما أذكى من المباشرة المطلوبة فى قضية تريدها الحكومة». واعتذر البعض عن عدم الحضور، وتستطيع أن تقول إن فكرة الجلوس مع كتّاب الدراما قد فشلت. وأحيطك علماً بما يحزنك أن المسلسلات ذات الهدف قد يذيعها التليفزيون فى الثالثة صباحاً.. تصور! ومع ذلك، فيلم أفواه وأرانب يذاع حتى الآن والناس تحبه ومفتونة به... قاطعت د. ماجد عثمان بتعليق هامس: لأن بطلته فاتن حمامة!

■ قلت- ولم يفتر- حماسى للقضية: هل يتحدث المشايخ فى المساجد والقساوسة فى الكنائس عن القضية السكانية؟

قال: سأفاجئك بأن هناك مشكلة كبيرة ومهمة فى الخطاب الدينى، سواء الإسلامى أو المسيحى تتعلق بالسكان، وأعتقد أنه لأسباب عديدة ترسخ فى فكر الطرفين أن هناك سباقا سكانيا بينهما، والشائعات السائدة تقول: «المسيحيين بيخلفوا كتير والمسلمن لازم يخلفوا زيهم».. هذا السباق السكانى الخفى لا يصب فى مصلحة القضية، بل على العكس يضاعف العدد، ويجعلنا بهذه الزيادة الرهيبة فى السكان أسوأ حالاً.

دعنى أقل لك- وأنت ربما كنت الكاتب الوحيد الجاد والباكى على حال قضية السكان فى مصر: «إن القضية ليست أعداداً من البشر، بقدر ما هى نوعية الحياة». أنا أظن أن نظرة رجال الدين للقضية السكانية نظرة تقليدية جداً. وإذا نظرنا فإن «الكثرة مالهاش ميزة». مش بالعدد- يا أستاذ مفيد- ولكن مرة ثانية وثالثة بنوعية حياة. باختصار: بشر «أسعد حالاً».

قلت: ماذا يصدمك كخبير فى القضية السكانية فى أحوال سكان مصر؟

قال: تصدمنى معدلات الإنجاب التى تزيد. عندنا 2.7 مليون مولود سنوياً، وهذا العدد من المواليد يساوى عدد مواليد دول أوروبية مجتمعة. ثانياً، تأمل نفقات التعليم فى أوروبا ونفقاته فى مصر.

قاطعت استرساله- وهذا مشروع فى فن الحوار-: ما العقلية التى تحكم الأوروبى فى قلة عدد الأسرة؟

قال ماجد عثمان: يحكمه المصلحة وجودة الحياة. هو يريد أن يتمتع بالحياة. ما ينفعش يبقى عنده 7 عيال وتبقى فيه جودة حياة.

قلت: ما أكبر تحدٍ أمامنا لتثبيت هذا اليقين «أقل عددا وأسعد حالا».

قال ماجد عثمان: لما توصل رسائل مهمة بأهمية الصحة للمرأة. وأهمية النوعية فى الحياة. وأهمية مراعاة خطط الدولة فى التخطيط ويمكن استخدام السوشيال ميديا فى بث هذه الرسائل. إن الكثرة العددية تفسد خطط الدولة المستقبلية لا محالة، وتلخفن جداً خطط الدولة فى حصة المياه وحصة الكهرباء.. وإحنا ما عندناش ميه وبنبنى على الأرض الزراعية، وهذه مشكلة أخرى تمس الوعى!

■ قلت: هل العاصمة الإدارية المرتقبة تخفف عن كاهل المدينة السكانى؟

قال ماجد عثمان: العاصمة الإدارية تخلق نقطة «نمو حضارى» وهذا لا يحل مشكلة السكان، بدليل أن توشكا «لم تحل القضية السكانية» فالعدد الذى انتقل إلى هناك كان قليلاً، وكذلك الاستثمارات كانت قليلة. العاصمة الإدارية عامل تخفيف عن القاهرة والسكان.

قلت: الشوارع الآن جراجات من البشر والسيارات، شوف كم صف سيارات فى الشوارع الجانبية.

قال ماجد عثمان: هذه السيارات المصطفة لن تتحرك!

سألت ماجد عثمان: هل لدى الدولة ما يمكن أن نطلق عليه «تفكيرا مستقبليا»؟

رد: لدينا نقص شديد فى الدراسات المستقبلية.

أسألك: ما مدى قناعة الأم المصرية بجدوى تنظيم نسلها؟

قال ماجد عثمان: أعرف أنك تفضل الصراحة، لا اللف أو الدوران، الزوجة المصرية تحت سيطرة الزوج أو الحماة، ولازم تولد بسرعة. والزوجة لها مهمة إنجابية، ولو أخذت هذه المرأة نصيبها من التعليم، وتسلحت بالوعى لن يزيد عدد أطفالها على اثنين، ولكن فى الريف هناك ضغط على الزوجة لسرعة الإنجاب.

اسألك عن الشباب ومنهج التفكير فى الإنجاب./

قال: عندى تصور أنهم يفضلون الأسرة الصغيرة. هذا ما أتصوره فى الأجيال الجديدة، وربما يكذبنى الواقع.

قلت: أكاد أقول لك إن «الخطاب السكانى فى مصر قد يطلب العقلاء تجديده».

قال: أوافقك حتى لا تفاجئنا القنبلة السكانية القابلة للانفجار.

قلت: ما زلت مؤمناً باقتحام غرف النوم، الاجتماعى لا الأمنى.

قال: أوافقك، بشرط احترام الثوابت.

قلت: أعطنى مثالاً.

قال: الإجهاض غير مشروع دينياً، مثلما هو مباح فى الصين.

قلت: هل اقتحام غرف النوم الاجتماعى لا الأمنى يفيد؟

قال: سنسِّـلح الأمهات بالوعى.

■ يا د. ماجد، هل صحيح أننا لا نعانى من انفلات سكانى، لكن نعانى من سوء توزيع جغرافى فى السكان؟

- العبارة ليست دقيقة.

قلت: هل القواعد تحكم الإنجاب والصحة الإنجابية؟

رد: هذا قرار اختيارى لكل أسرة حسب التعليم والإدراك والقدرة المالية وحجم الوعى.

قلت: لماذا عبارة «تنظيم الأسرة» فقدت الجاذبية والمضمون؟

رد: لأنها مرت بعملية سخرية، بالإضافة إلى أن دعايتها كانت أكبر من نتائجها، وصارت شعاراً مملاً.

قلت: هل للرئيس السيسى أقوال مهمة فى القضية؟

قال: له «رسائل ذكية جداً»، مرة قال «يا جماعة اللى عنده طفلين ما يخلفش السنة دى واللى عنده طفل واحد يستنى علينا شوية، واللى معندوش أطفال خالص يخلف السنة دى». وأنا حسبتها لقيت إن 2.7 مليون لو طبقت المعادلة دى هاينزل العدد إلى مليون واحد.

قلت: ما وزن هذه المعادلة «الافتراضية» لو طبقت؟

قال: «تخيل حضرتك بعد 6 سنين المدارس دى بدل ما يدخلها 2.7 مليون تلميذ، هيدخلها مليون فقط والفصل بدل ما يبقى فيه 60 تلميذا هيكون 20 تلميذا، وتبقى عملت نقلة فى التعليم الجيد».

قلت: هل وفيات الأطفال مؤشر؟

قال د. ماجد عثمان: مؤشر مهم، وفى الخمسين سنة اللى فاتت كانت هناك نسبة كبيرة من الأطفال تموت فى السنة الأولى، فكانت الأسرة تستميت لتعوضها، الآن لا تعانى مصر من هذه المشكلة، لأن مشروع معالجة الجفاف احتوى الأطفال، وكان الجفاف السبب الرئيسى للوفاة نتيجة الإسهال الشديد.

قلت: لقد قابلت فى أحد اجتماعات الحالة السكانية الأستاذة الدكتورة مايسة شلبى، ووجدتها متحمسة لإنقاص عدد المواليد، وشعرت أن الأرقام والإحصاءات أكبر من «الحلول العملية»، ومايسة شلبى وراءها جهاز قوى هو المجلس القومى للسكان.. فجأة تذكرت آخر حلقة لى من برنامج «حديث المدينة»، وكانت لقاءات مع الرائدات الريفيات.

أسألك: أين هن الآن؟

قال: الفكرة كانت جديدة ومرت بمراحل كثيرة، لكن عدم وجود موارد مالية تسمح بمكافآت منتظمة، بالإضافة إلى التدريب، ولم يكن هناك إشراف بالمعنى المفهوم- أجهض الفكرة وانتهت. إن مهمة الرائدات الريفيات كانت إيقاظ الوعى فى القرى والنجوع، وكانت مهمة لأن حصيلة المواليد فى هذه البقاع هائلة.

سألت ماجد عثمان: ما آليات الدولة فى حلول القنبلة السكانية؟/

أجاب: رسائل الدولة ليست «مستمرة» وليست «متراكمة» وليست بخطة. ولا توجد مساحة كبيرة من الوعى.

قلت: أليس حلماً قومياً يجعل القضية محوراً اجتماعياً مثاراً؟

رد: ليس بالشكل الكافى وليس بما يتناسب وحجم المشكلة «محدش واخدها جد». ألفت انتباهك- يا أستاذ مفيد- أن هناك «ناس كتير بتشتغل فى التنمية. يعنى كل اللى بيحصل النهارده من مشروعات كبيرة مع الزيادة السكانية ملوش تأثير يعنى كأنك بترميه فى بلاعة.

قلت: هل نحن فى حالة غيبوبة؟

قال: فيما يتعلق بالقضية السكانية، نعم، نحن فى حالة غيبوبة!

■ قبل أن نسجل حوارنا، كنت بدأت تتكلم عن التجربة الإيرانية فى حسم المشكلة.

قال ماجد عثمان: سنة 1990 كان تعدادنا أكثر من تعداد إيران بحوالى 15 مليونا. والحقيقة أنهم سنة 1988، بدأت مجموعات فاهمة علم السكان باستفاضة، قالوا يومئذ: لو ظل الاستمرار فى الزيادة السكانية، فلن تكفينا مواردنا، فمن الضرورى «تنظيم أسرة عملى»، وقد أفتى الخومينى وقتها بتعقيم الرجال بعد طفلين، ورفضوا الإجهاض، لأنه قتل روح وبهذه الطريقة سيطروا على الأعداد، لكنها تجربة!/

قلت: هل نجح إعلامنا فى مهمة إقناع الناس بأهمية أن نكون أقل عدداً وأسعد حالاً؟

أجاب: نجح فى فترات معينة. كانت الحملات لها استمرارية وقبول وهناك تجاوب وتأثير. ولعلك تذكر «حسنين ومحمدين» وكانت الست الريفية بتروح الوحدة الصحية. إحنا صمتنا إعلامياً تماماً. لا توجد أى حملات إعلامية والناس كما سبق أن قلت لك تشتتت اهتماماتها ووسائل اتصالها، فصارت العملية معقدة، لكن الإعلام سلاح مهم جداً.

سألت: هل نستعيد تجربة مكافأة الطفل الثانى، ونحرم الطفل الثالث من المميزات؟

أجاب: أنت تعاقب أطفالا مالهمش ذنب، فعندما تحرم الطفل الثالث من التعليم، كيف سيكون مصيره؟ هل أنت تعاقب الأب أم الابن الثالث؟ القضية هنا فيها إشكالية.

قلت: هل يجب أن تكون قضية السكان حواراً مجتمعياً؟

رد د. ماجد عثمان، أمهر الراصدين الحالة السكانية فى مصر: أنا أعتقد أن التساهل فى هذا الموضوع سيؤدى إلى انتحار جماعى!

1- أكثر محافظات مصر سكاناً القاهرة والإسكندرية وأقلها سكانا الواحات.

2- %15 من سكان مصر عشوائية وربما كانوا 13 مليوناً.

3- نسبة من أمهات مثقفات لهن 7 أطفال وثمانية. لم يتم إحصاؤهن.

4- أطفال الريف للفلاح: عمل وعزوة وإثبات لأمومة المرأة.

5- تتمتع المرأة المصرية بالخصوبة.

6- زواج الأقارب مشاكل أولاده كثيرة، ولكن الظن السائد أن البنت مع ابن عمها أفضل من الغريب.

7- الصين تكتفى بطفلين، وتطارد الحوامل بغرامات كبيرة موجعة.

8- «الجلطة السكانية» مصطلح نيجيرى، إذا زاد عدد المواليد عن الرقم المناسب للتخطيط.

9- د. إسماعيل سلام، ود. عوض تاج: وزراء صحة اهتموا بالقضية السكانية.

10- المصرى يتعامل مع الدين بشكل انتقائى ويختار النصوص التى تتفق مع مصلحته.

11- «ثقافة الزحام» وتوابعها نتيجة حتمية بالكيلومتر/ مربع سكانى. د. يحيى الرخاوى.

12- تفعيل دور الشباب فى القضايا السكانية «نحو صحة إيجابية».. ندوة عقدت وحضرها متخصصون ورجال دين أبرزهم العقلية المستنيرة د. سعدالدين الهلالى.

13- تصورت فى الندوة أنى سأسمع وأرى شهادات شباب على وشك الزواج وأفكاره فى الصحة الإنجابية!

14- أكتب قبل التعديل الوزارى وإعفاء بعض الوزراء، فإذا ظلت الصحة والسكان تحت مظلة واحدة، فسوف يعود اليتم للسكان، وتلتهم الصحة الكعكة!.



مفيد فوزى