عادة يكون السؤال الرئيسى فى أى انتخابات «من سيُنتخب؟» والسؤال الثانوى «من سيَنتخب؟». أما فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فيبدو أن السؤال الثانى حول هوية الناخبين يكتسب أهمية لا تقل وربما تفوق السؤال الأول حول الفائز بالانتخابات.

والتعرف على خصائص الناخبين لا يكون متاحاً بحكم أن الانتخابات سرية، أى أن الناخب لا يسجل عمره أو مستواه التعليمى أو مستواه الاقتصادى، وبالتالى فإن التعرف على هذه الخصائص لا يأتى إلا من خلال استطلاعات ما بعد التصويت «Exit Polls» ويتم إجراء هذه الاستطلاعات بواسطة مقابلة عينة من الناخبين فور خروجهم من اللجان الانتخابية وسؤالهم عن اتجاهاتهم التصويتية وعن خصائصهم الديموجرافية وانتماءاتهم السياسية.

وتفيد نتائج اتجاهات التصويت فى إشباع فضول المواطنين الذين يتوقون لمعرفة مؤشرات عن نتائج الانتخابات دون الانتظار لصدور النتائج الرسمية التى قد تستغرق عدة أيام.

وقد قام المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» بإجراء استطلاع ما بعد التصويت خلال انتخابات الرئاسة ولثانى مرة فى مصر بعد أن قام بهذا الاستطلاع خلال الاستفتاء على الدستور فى يناير 2014. وقد تم هذا الاستطلاع بموافقة لجنة الانتخابات الرئاسية وتم الالتزام بالضوابط القانونية والأخلاقية التى تحكم إجراء مثل هذه الاستطلاعات وأهمها عدم إعلان النتائج قبل انتهاء التصويت حتى لا تؤثر النتائج على توجهات الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم بعد. ويمكن استخلاص النتائج التالية من المعلومات التى وفرها الاستطلاع:

1) مشاركة الشباب: أوضحت نتائج المسح البعدى انخفاضاً فى مشاركة الشباب (أقل من 30 سنة). والتقديرات التى توصل إليها مركز «بصيرة» أن 35% من الشباب شاركوا فى الانتخابات الرئاسية، فى حين ارتفعت نسبة مشاركة المصريين فى فئة العمر 30 – 50 سنة لتصل إلى 59%، أما المصريون الذين تجاوزوا الخمسين فقد كانت نسبة مشاركتهم 48%، أى أن مشاركة الشباب كانت أقل من الفئات العمرية الأكبر بدرجة ملحوظة.

2) مشاركة أهل الصعيد: تشير النتائج الأولية للانتخابات إلى أن إجمالى نسب المشاركة بلغت 47%، وهى نسبة فاقت التوقعات، إلا أن التفاوتات بين المحافظات تستحق التأمل، حيث تراوحت نسبة المشاركة بين 27% فى مرسى مطروح و63% فى المنوفية. وبالإضافة لمطروح التى كانت أقل المحافظات من حيث نسبة المشاركة يوجد 6 محافظات أخرى قلت نسب المشاركة فيها عن 37% أى أقل من المتوسط العام للجمهورية بـ 10 نقاط مئوية، وتقع جميع هذه المحافظات فى صعيد مصر (الفيوم، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، أسوان). وعلى الجانب الآخر، ارتفعت نسب المشاركة فى محافظات المنوفية وبورسعيد والغربية والقليوبية لتكسر حاجز الـ 57% أى لتزيد على المتوسط العام بـ 10 نقاط مئوية. وبمقارنة نسب المشاركة فى انتخابات 2014 بنسب المشاركة فى الجولة الثانية لانتخابات 2012، نجد أن هناك عددا من المحافظات التى شهدت تراجعاً فى نسب المشاركة، وكان أعلى تراجع فى محافظة الوادى الجديد والمنيا وبنى سويف والجيزة وأسيوط، يقابلها محافظات أخرى شهدت زيادة فى نسب المشاركة.