Baseerasincolor - the campaign
<

من هو الرئيس المنتظر ؟(٤)


د.ماجد عثمان

مايو-2012



يقدم المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» الاستطلاع الرابع حول انتخابات الرئاسة المصرية. الدورة الثالثة، التى تم جمع بياناتها يوم ٢٤ إبريل ٢٠١٢، أظهرت أن نسبة المصريين الذين لم يحسموا أمرهم حول مرشح الرئاسة كانت ٥٠.١% وأن باقى المصريين يتوزعون ما بين عبدالمنعم أبوالفتوح «١٨.٥%» وعمرو موسى «١٤.١%» يليهما أحمد شفيق «٥.٣%» وحمدين صباحى «٥%» ثم محمد مرسى «٣.٦%» ومحمد سليم العوا «١.٤%».

شهدت الفترة ما بين ٢٤ إبريل و٥ مايو عدة تطورات، بعضها ذو طبيعة انتخابية، وبعضها له علاقة بالسياسة الداخلية وبالسياسة الخارجية لمصر. أول هذه التطورات له علاقة بالعملية الانتخابية، إذ تم إطلاق البداية الرسمية للحملات الانتخابية للمرشحين، التى بدأت يوم ٣٠ إبريل ٢٠١٢، كما تم أيضاً حسم ترشح أحمد شفيق بعد أن أصدرت اللجنة العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين، وبالإضافة إلى ذلك فقد أعلنت بعض الفصائل ذات التوجه الإسلامى مساندتها لـ«عبدالمنعم أبوالفتوح».

والتطور الثانى يتعلق بالأوضاع الداخلية، متمثلة فى اندلاع أحداث العباسية، التى تفاقمت خلال الأسبوع الماضى بشكل مأساوى انتهى بعدد من القتلى والجرحى من أبناء وطن يستعد لإسدال الستار على مرحلة انتقالية. والتطور الثالث تطور فى العلاقات الخارجية لمصر مع أهم دول العالم العربى، وهى السعودية، وقد تفاقمت الأزمة بينهما عقب القبض على ناشط سياسى مصرى عند دخوله إلى السعودية بتهمة حيازة أقراص مخدرة، وما أثاره ذلك من حالة من السخط الشعبى خرجت عن الحد المناسب نتيجة لقناعة «قد لا تكون مؤكدة» بأن الناشط المصرى قد لفقت له الاتهامات انتقاماً من مواقف سياسية تبناها ضد المملكة.

واستطلاع الرأى الذى نقدمه اليوم تم جمع بياناته يوم السبت ٥ مايو ٢٠١٢ وأظهر انخفاضاً فى نسبة المصريين الحائرين، حيث تراجعت نسبة المصريين الذين لم يحسموا أمرهم من ٥٠.١% إلى ٣٧.٦%، وتوزع باقى المصريين بين عمرو موسى «١٧%» وعبدالمنعم أبوالفتوح «١٥.٧%» وأحمد شفيق «١٤.٨%» ثم حمدين صباحى «٦%» ومحمد مرسى «٥.٢%».

والتحول الذى شهدته الأيام الماضية يشير إلى أن معظم الأصوات التى كانت حائرة فى الاستطلاع السابق وحددت مرشحها فى الاستطلاع الحالى، والتى تبلغ ١٥.٨%، كان المستفيد الأول منها هو أحمد شفيق، الذى ارتفع رصيده ٩.٥ نقطة مئوية، ثم عمرو موسى الذى أضاف ٢.٩ نقطة ثم محمد مرسى الذى كسب ١.٦ نقطة مئوية إضافية، أما عبدالمنعم أبوالفتوح فقد خسر ٢.٨ نقطة مئوية، مقارنة بالاستطلاع السابق، ليظل السباق محتدماً بينه وبين عمرو موسى مع اقتراب أحمد شفيق منهما.

والمقارنة بين الاستطلاع الحالى والسابق عليه تُبين أن مجموع الكتلة التصويتية للمرشحين الأول والثانى لم يتغير. وأن ما كسبه عمرو موسى هذا الأسبوع خسره عبدالمنعم أبوالفتوح، وأن التحول الحقيقى يتمثل فى ازدياد الكتلة التصويتية الذاهبة إلى المرشحين الثالث والرابع والخامس، حيث ارتفع مجموعهم من ١٤% إلى ٢٦% فى الفترة من ٢٤ إبريل إلى ٥ مايو. ويلاحظ أن الفارق بين المرشحين الثلاثة لا يزيد على ٢.٢%، وفى ضوء حجم العينة المستخدم فإن هامش الخطأ، الذى يصل إلى ٣%، يجعل من المستحيل، إحصائياً، الجزم بتفوق أى منهم.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة من لم يحسموا أمرهم مازالت مرتفعة بين ذوى التعليم أقل من المتوسط «٥٧%» وأصحاب المستوى الاقتصادى المنخفض «٥١%» وبين الإناث «٤٦%» وبين سكان الريف «٤٣%». ولا تختلف هذه النسبة حسب اتجاهات التصويت فى مجلس الشعب، حيث بلغت نحو ٣٥% للذين أدلوا بأصواتهم لحزب الحرية والعدالة ولحزب النور ولحزب الوفد، وانخفضت النسبة إلى ٢٨% لمن أدلوا بأصواتهم للكتلة المصرية.

وبالنسبة لأداء كل مرشح رئاسى بين الشرائح الاجتماعية، جاء عمرو موسى فى المقدمة فى الريف وبين ذوى التعليم الأقل من المتوسط وبين أصحاب المستوى الاقتصادى الأدنى. ومازال «أبوالفتوح» فى المقدمة فى الحضر وبين الشباب وبين أصحاب المستوى الاقتصادى الأعلى. وهو الاتجاه نفسه الذى تم رصده فى استطلاعات سابقة. ولعل التغير اللافت للنظر الذى تم رصده هو تقدم موقع أحمد شفيق بين الإناث متقدماً على كلٍ من عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح بزيادة طفيفة، بعد أن كانت نتائج الأسبوع الماضى لصالح عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى حصد ١٦% من أصوات الإناث، يليه عمرو موسى ١٠%، ثم أحمد شفيق ٥%.

نظراً لانطلاق البداية الرسمية للحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة، فقد تمت إضافة سؤال جديد لمعرفة ما إذا كان الناخب قد شاهد أياً من اللقاءات التليفزيونية التى تمت مع مرشحى الرئاسة الأسبوع الماضى، وأظهرت النتائج أن ٦٥.٤% من المصريين شاهدوا بعضاً من هذه اللقاءات، وهو ما يعنى أن نحو ٣٠ مليون مصرى شاهدوا واحداً أو أكثر من هذه اللقاءات التليفزيونية. وارتفعت نسبة المشاهدة بين الجامعيين وأبناء المستوى الاقتصادى المرتفع لتتجاوز ٧٧%، وانخفضت النسبة بين الشباب أقل من ٣٠ سنة لتصل إلى ٥٤% مقابل ٧١% للمصريين الذين تجاوزوا الخمسين سنة. وكان من الواضح أن إقبال المصريين على مشاهدة برامج المرشحين متقارب فى المناطق الجغرافية المختلفة. وقد ذكر ٨٢% من الذين شاهدوا اللقاءات التليفزيونية أن هذه اللقاءات كانت مفيدة بالنسبة لهم.

ومع اقتراب موعد الانتخابات وبدء الدعاية الانتخابية يتزايد توقع المصريين بأن الانتخابات ستتم فى موعدها، حيث تزايدت هذا الأسبوع إلى ٧٦% بعد أن كانت ٦٠% يوم ١٩ إبريل. كما تتجه نسبة من يتوقعون أن تكون الانتخابات نزيهة لتصل إلى ٧٣%، بعد أن كانت ٦٥% قبل أسبوعين.

وسنوالى القارئ فى الفترة القادمة بمزيد من قياسات الرأى العام لنلبى حق المواطن فى معرفة ما يطرأ على تفضيلات الناخب فى فترة تمتاز بقدر كبير من الحيوية والسيولة التى لا تخلو من مفاجآت فى الفصل الأخير من المرحلة الانتقالية.



المصري اليوم