Baseerasincolor - the campaign
<

«الرغبة الجامحة» فى تيران وصنافير!


طارق تهامي

يونيو-2017



أخطر نتائج تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة،هو أن الجيل الصاعد الذى يتراوح عمره بين 18 و30 سنة سيكفر بأن هناك شيئًا يسمى أرض الوطن، لأنه رأى بعينه خطوات تسليم جزيرتى تيران وصنافير، رغمًا عن الرأى العام، وكان التسليم بلا هدف معلوم.. صحيح ليس بين الأخوة والأشقاء حساب، ولكن عند الحديث عن الأرض، فالحساب عسير وصعب، لأن السلام الوطنى والعلم الذى يرفرف فى الأجواء، يرمزان لأرض وشعب وبحر ونهر، وهذا يعنى أن حديثنا مع الأبناء- فى المستقبل القريب- عن الوطن والأرض والعرض، سيقابل بالاستهتار والرفض والتذكير بأن التسليم سهل، فلا مجال للتمسك بحقوق الوطن!

• المشكلة أن الرأى العام، لمن يؤمن بالديمقراطية، وبأن هناك ما يسمى رأيًا عامًا، كان رافضًا بقوة لتسليم الجزيرتين، وقلنا فى الأسبوع الماضى، إن الناس كانت تشعر بأن الجزيرتين تمثلان وضعًا أمنيًا قوميًا مهمًا تعلموه فى المدارس، ولذلك أدعوكم لإعادة قراءة تقرير المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» والذى أصدر منذ اسبوعين تقريرًا غاية فى الخطورة قبل إقرار البرلمان للاتفاقية، وقبل تصديق الرئيس عليها، ولكن للأسف تم تجاهل التقرير ونتائجه من كل أصحاب القرار فى مصر!! كانت نسبة من يرون أن الجزيرتين مصريتان فى التقرير 47% من العينة مقابل 11% يرون أنهما سعوديتان و42% أجابوا بأنهم لا يعرفون. وتعكس هذه النتائج، حسب نص التقرير، تغيرًا كبيرًا في الرأي العام إذا ما قورنت بنتائج نفس السؤال عندما تم توجيهه في أبريل 2016، حيث بلغت حينها نسبة من يرون أنهما مصريتان 30% مقابل 23% كانوا يرون أنهما سعوديتان و31% أجابوا بأنهم لا يعرفون، و16% لم يكونوا قد سمعوا عن الجزيرتين، وهذا يعنى، من وجهة نظرى ، أن الرأى العام ظل لمدة ثلاثة أشهر يبحث عن معلومات مؤكدة بتبعية الجزيرتين للسعودية، ولم يجد!! ولكن الحكومة المصرية كان لديها «رغبة جامحة» فى التسليم دون النظر لرأى «الأغلبية الكاسحة» من المصريين، وهنا مكمن الخطورة، لأن تجاهل الرأى العام يشير إلى طريقة الإدارة السياسية فى المستقبل!!

• تقرير بصيرة قال إنه بالرغم من موافقة 60% من المصريين على مناقشة البرلمان لقضية الجزيرتين إلا أنه بسؤال المستجيبين عما إذا كانوا سيوافقون على تسليم الجزيرتين للسعودية في حالة أن البرلمان قرر أنهما تابعتان للسعودية أجاب 35% بأنهم سيوافقون على ذلك (10% موافقون جداً و25% موافقون) بينما 47% أجابوا بأنهم لن يوافقوا على ذلك (22% غير موافقين و25% غير موافقين على الإطلاق) بينما 19% لم يستطيعوا التحديد، فى حين يرى 36% أنه إذا قرر البرلمان تبعية الجزيرتين للسعودية فإن ذلك لن يؤثر على العلاقات بين مصر والسعودية بينما 16% يرون أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين البلدين و26% يرون أنه سيكون له تأثير سلبي والنسبة الباقية أجابوا بأنهم لا يستطيعون التحديد، بينما يرى 42% من المصريين أنه من الضروري استفتاء الشعب على تسليم الجزيرتين للسعودية، وهذا هو موقف حزب الوفد، بينما 37% يرون الاكتفاء بقرار البرلمان و3% يرون الاكتفاء بقرار القضاء، بينما 16% أجابوا بأنهم لا يعرفون.

• تجاهل الرأى العام وتوجهاته فى أزمة الجزيرتين أخطر ما نواجهه فى المستقبل!



الوفد